قوله: { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ } ، إلى آخرها. قوله: { تَضَرُّعاً وَخِيفَةً }: مصدران. { وَٱلآصَالِ }: جمع " أُصُلٍ " ، ك: " طُنُبٍ " وأطنابٍ ". وقال الفراء: هو جمع " أصِيلٍ " ، ك: " يَمِينٍ " و " أَيْمَانٍ ". وقيل: [الأُصُلُ] جمع " أصيلٍ ". { وَٱلآصَالِ }: جمع " الأُصُل " ، وقد تجعل العرب " الأُصُل " وَاحِداً، فيقولون: " قَدْ دَنَا الأصُلُ ". ومعنى { وَٱذْكُر رَّبَّكَ }: الدُّعَاءُ، وهو أمر للمستمع للقرآن بأن يذكر الله في نفسه بالدعاء، ويعتبر بما يسمع ويتعظ. { تَضَرُّعاً } ، أي: تخشعاً وتواضعاً. { وَخِيفَةً } ، أي: وخوفاً من الله. { وَدُونَ ٱلْجَهْرِ } ، أي: واذكره دون الجهر ذِكْراً خَفِيّاً باللِّسَانِ. قال ذلك ابن زيد وغيره. قال الحسن: كانوا يتكلمون في الصلاة حَتَّى نَزَلَتْ: { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً }. أي: مخافة منه. { وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ (بِٱلْغُدُوِّ) وَٱلآصَالِ }. ما بين المغرب إلى العصر. وقيل: هي العَشِيُّ. { وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ }. أي: من اللاهين. قال مجاهد: { بِٱلْغُدُوِّ }: آخر الفجر، صلاة الصبح، { وَٱلآصَالِ }: آخر العَشِيِّ، صلاة العصر. وهذا إنما كان إذا كانت الفريضة ركعتين " غدوة " ، وركعتين / " عشية " ، قبل أن تفرض الصلوات الخمس. ثم قال تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ }. يعني: الملائكة. { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ }. أي: لا يستكبرون عن التواضع له والتَخَشُّعِ. { وَيُسَبِّحُونَهُ }. أي: يُعَظِّمُونه ويُنَزِّهُونه عن السوء. { وَلَهُ يَسْجُدُونَ }. أي: يُصَلُّون.