قوله: { فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ... } (أي): فإن حاجك يا محمد، النفر من نصارى نجران في أمر عيسى، فقل: أخلصت وجهي لله، أي: عبادتي لله، { وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ } أخلص أيضاً، " من " في موضع رفع عطف على التاء في { أَسْلَمْتُ } أي ": أسلمت أنا ومن تبعني وجوهنا لله. وقيل: هي موضع خفض عطف على " الله " ومعنى الكلام أخلصت نفسي لله ولـ: " من اتبعني " قوله: { وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ } يعني: اليهود والنصارى و { ٱلأُمِّيِّينَ } يعني: " الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب، كأنهم نسبوا إلى الأم لجهلهم بالكتابة كالأم. وقيل: نسبوا إلى مكة، وهي أم القرى. أسلمتم أي: أقررتم بالتوحيد، { فَإِنْ أَسْلَمُواْ } أي: انقادوا وخضعوا لله ولدينه { فَقَدِ ٱهْتَدَواْ } والكلام يراد به الأمر وأخرج مخرج الاستفهام. والمعنى: قل لهم أسلموا، ولذلك دخلت الفاء في الجواب وهي مثل قوله:{ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } [المائدة: 91] أي: انتهوا. [قوله: { وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ } هذا منسوخ. بالأمر بالقتال].