{ وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ * أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } تفسير الحسن السابقون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب الأنبياء { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } والثلة الطائفة { وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } يعني أن سابقي جميع الأمم أكثر من سابقي أمة محمد { عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } ل مرمولة ورملها نسجها بالياقوت واللؤلؤ { مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ } لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض. قال يحيى بلغني أن ذلك إذا تزاوروا { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } لا يموتون ولا يشيبون على منازل الوصفاء خلدوا على تلك الحال لا يتحولون عنها { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا } لا يصيبهم عليها صداع { وَلاَ يُنزِفُونَ } لا تذهب عقولهم أي لا يسكرون { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } إذا اشتهوا الشعب من الشجرة انقض إليهم فأكلوا منه أي الثمار شاءوا إن شاءوا قياما وإن شاءوا مستلقين { وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } قال سعيد بن راشد بلغني أن الطير تصف بين يدي الرجل فإذا اشتهى أحدها اضطرب ثم صار بين يديه نضيجا { وَحُورٌ عِينٌ } أي بيض عين أي عظام العيون الواحدة منهن عيناء وقال محمد { وَحُورٌ عِينٌ } مرفوع بمعنى ولهم حور عين. { كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ } يعني صفاء ألوانهن والمكنون الذي في أصدافه { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } قال محمد جزاء مصدر المعنى يجازون بأعمالهم جزاء. { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً } أي باطلا { وَلاَ تَأْثِيماً } لا يؤثم بعضهم بعضا { إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } تفسير بعضهم إلا خيرا خيرا قال محمد المعنى على هذا التفسير لا يسمعون فيها إلا قيلا يسلم فيه من اللغو والإثم.