الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }

قوله: { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ }: قد تَقَدَّم أنَّ كَوْنَ الشرطِ ماضياً والجزاءِ مضارعاً مجزوماً لا يختَصُّ مجيْئُه بـ " كان " خلافاً لأبي الحكم مصنِّفِ " كتابِ الإِعراب " فإنَّه قال: " لا يجوز ذلك إلاَّ مع " كان " إلاَّ في ضرورةِ شعرٍ ". وأطلق النَّحْويون جوازَ ذلك، وأنشدوا بيتَ الفرزدق:
3971 ـ دَسَّتْ رسولاً بأنَّ القوم إنْ قَدِرُوا   عليك يَشْفُوا صدوراً ذاتَ تَوْغيرِ
وقولَه أيضاً:
3972 ـ تَعَشَّ فإنْ عاهَدْتَني لا تَخُونني   نكنْ مِثْلَ مَنْ يا ذئبُ يصْطَحِبان
وقرأ ابن مقسم والزعفراني ومحبوب " يَزِدْ " و " يُؤْتِه " بالياء مِنْ تحتُ أي: الله تعالى. وقرأ سلام " نُؤْتِهُ " بضمِّ هاءِ الكناية وهو الأصلُ، وهي لغةُ الحجاز. وتقدَّمَ خلافُ القُرَّاءِ في ذلك.