{ وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنى ومن علامات ربكم أنه واحد عز وجل، وإن لم تره فاعرفوا توحيده بصنعه، { أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } يعنى آدم صلى الله عليه وسلم خلقه من طين، { ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ } يعنى ذرية آدم بشر، { تَنتَشِرُونَ } [آية: 20] في الأرض، يعنى تتبسطون في الأرض، كقوله سبحانه:{ وَيَنشُرُ } [الشورى: 28] يعنى ويبسط رحمته. { وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنى علاماته أن تعرفوا توحيده، وإن لم تروه { أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ } يعنى بعضكم من بعض { أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم } وبين أزواجكم { مَّوَدَّةً } يعنى الحب { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } ليس بينها وبينه رحم { وَرَحْمَةً } يعنى إن هذا الذى ذكر لعبرة { لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [آية: 21] فيعتبرون فى توحيد الله عز وجل. { وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنى ومن علامة الرب عز وجل، أنه واحد فتعرفوا توحيده بصنعه أن { خَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } وأنتم تعلمون ذلك، كقوله سبحانه:{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [الزمر: 38] { وَٱخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ } عربى وعجمى وغيره { وَ } اختلاف { وَأَلْوَانِكُمْ } أبيض وأحمر وأسود { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ } يعنى أن في هذا الذى ذكر لعبرة { لِّلْعَالَمِينَ } [آية: 22] فى توحيد الله عز وجل. { وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنى ومن علامات الرب تعالى أن يعرف توحيده بصنعه، { مَنَامُكُم بِٱلْلَّيْلِ } يعنى النوم، ثم قال: { وَ } بـ { وَٱلنَّهَارِ وَٱبْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ } يعنى الرزق { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } يعنى إن في هذا الذي ذكر لعبرة { لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } [آية: 23] المواعظ، فيوحدون ربهم عز وجل. { وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنى ومن علاماته أن تعرفوا توحيد الرب جل جلاله بصنعه، وإن لم تروه { يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً } من الصواعق لمن كان بأرض، نظيرها فى الرعد { وَطَمَعاً } فى رحمته، يعنى المطر { وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } يعنى المطر { فَيُحْيِي بِهِ } بالمطر { ٱلأَرْضَ } بالنبات { بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ } يعنى عز وجل فى هذا الذى ذكر { لآيَاتٍ } يعنى لعبرة { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [آية: 24] عن الله عز وجل، فيوحدونه. { وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنىعلاماته أن تعرفوا توحيد الله تعالى بصنعه { أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ } يعنى السماوات السبع والأرضين السبع؛ قال ابن مسعود: قامتا على غير عمد { بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ } يدعو إسرافيل صلى الله عليه وسلم من صخرة بيت المقدس في الصور عن أمر الله عز وجل { دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } [آية: 25] وفى هذه كله الذى ذكره من صنعه عبرة وتفكراً في توحيد الله عز وجل، ثم عظم نفسه تعالى ذكره.