{ والمرسلات } الرياح { عرفاً } متابعة الهبوب يتبع بعضها بعضاً، وقيل: المرسلات الملائكة أرسلت بالعرف من أمر الله ونهيه، وقيل: الأنبياء جاءت بالعرف { فالعاصفات عصفاً } يعني الرياح { والناشرات نشراً } قيل: الرياح لأنها تنشر السحاب للغيث، وقيل: الملائكة تنشر الكتب { فالفارقات فرقاً } قيل: الملائكة تفرق بين الحق والباطل، وقيل: آيات القرآن فرقت بين الحلال والحرام والهدى والضلال { فالملقيات ذكراً } قيل: الملائكة تلقي الذكر إلى الأنبياء والأنبياء تلقيه إلى الأمم، والعلماء تلقيه إلى الناس { عذراً أو نذراً } قيل: أعذاراً أو إنذاراً { إنما توعدون لواقع } يعني ما توعدون من أمر القيامة والبعث والحساب لواقع كائن لا محالة، وذلك جواب القسم في أول السورة { فإذا النجوم طمست } أي ضوؤها { وإذا السماء فرجت } أي شقت وصدعت فصارت فيها فجوج { وإذا الجبال نسفت } قيل: قلعت من أماكنها، وقيل: دكها { وإذا الرسل أقّتت } أي جمعت وأحضرت للموقف الذي كان الله وعد إحضارهم وجمعهم فيها شهداء على الناس { لأي يوم أجّلت } قيل: إنما قال لأي تعظيماً لذلك، أجلّت: أخرت { ليوم الفصل } بين العباد { وما أدراك } أيها الانسان { ما يوم الفصل } أي يوم القضاء مجازاة المحسن والمسيء وانتصاف المظلوم من الظالم { ويل يومئذ للمكذبين } العذاب يومئذ لمن كذب بالرسل وبذلك اليوم { ألم نهلك الأولين } قيل: الأمم المكذبة قوم نوح وعاد وثمود { ثم نتبعهم الآخرين } قيل: قوم ابراهيم وقوم لوط وقوم فرعون، وقيل: الآخرين هم الذين تقوم عليهم القيامة.