قوله تعالى: { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } - إلى قوله تعالى- { فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [1- 4] 10601/ [1]- علي بن إبراهيم، قال: سبب ذلك أنه كان بالمدينة ثلاثة أبطن من اليهود: بنو النضير، و قريظة و قينقاع، و كان بينهم و بين رسول الله (صلى الله عليه و آله) عهد و مدة، فنقضوا عهدهم، و كان سبب ذلك من بني النضير في نقض عهدهم، أنه أتاهم رسول الله (صلى الله عليه و آله) يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة، يعني يستقرض، و كان قصد كعب بن الأشرف فلما دخل على كعب قال: مرحبا يا أبا القاسم و أهلا، و قام كأنه يصنع له الطعام، و حدث نفسه بقتل رسول الله (صلى الله عليه و آله) و تتبع أصحابه، فنزل جبرئيل (عليه السلام) فأخبره بذلك. فرجع رسول الله (صلى الله عليه و آله) إلى المدينة، و قال لمحمد بن مسلمة الأنصاري: “اذهب إلى بني النضير، فأخبرهم أن الله عز و جل أخبرني بما هممتم به من الغدر، فإما أن تخرجوا من بلادنا، و إما أن تأذنوا بحرب”. فقالوا: نخرج من بلادكم فبعث إليهم عبد الله بن أبي، أن لا تخرجوا، و تقيموا و تنابذوا محمدا الحرب، فإني أنصركم أنا و قومي و حلفائي، فإن خرجتم خرجت معكم، و لئن قاتلتم قاتلت معكم، فأقاموا و أصلحوا حصونهم و تهيئوا للقتال، و بعثوا إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله): إنا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع. فقام رسول الله (صلى الله عليه و آله) و كبر و كبر أصحابه، و قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): “تقدم الى بني النضير” فأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) الراية و تقدم، و جاء رسول الله (صلى الله عليه و آله) و أحاط بحصنهم، و غدر [بهم] عبد الله بن أبي. و كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) إذا ظهر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم و خربوا ما يليه، و كان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه، و قد كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك، فقالوا: يا محمد، إن الله يأمرك بالفساد؟ إن كان لك هذا فخذوه، و إن كان لنا فلا تقطعه فلما كان بعد ذلك قالوا: يا محمد، نخرج من بلادك فأعطنا مالنا. فقال: “لا، و لكن تخرجون [و لكم ما حملت الإبل” فلم يقبلوا ذلك فبقوا أياما، ثم قالوا: نخرج و لنا ما حملت الإبل. قال: “لا و لكن تخرجون] و لا يحمل أحد منكم شيئا، فمن وجدنا معه شيئا قتلناه”.