يا أيها المتدثر بثوبه. وهذه السورة من أول ما أُنْزِلَ من القرآن. قيل: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إلى حِرَاء قبل النُّبُوة، فَبَدا له جبريلُ في الهواء، فرجع الرسول إلى بيت خديجة وهو يقول " دثِّروني دثِّروني " فَدُثِّرَ بثوبٍ فنزل عليه جبريل وقال: { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ }. وقيل: أيها الطالبُ صَرْفَ الأذى عنك بالدثار اطلبْه بالإنذار. ويقال: قُمْ بنا، وأَسْقِطْ عنك ما سوانا، وأَنذِر عبادَنا؛ فلقد أقمناك بأشرف المواقف، ووقفناك بأعلى المقامات. ويقال: لمَّا سَكَنَ إلى قوله { قُمْ } وقام قَطَعَ سِرَّه عن السُّكونِ إلى قيامِه، ومن الطمأنينة في قيامه.