قوله تعالى: { كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ } [الآية: 2]. قال ابن عطاء: عهد خصصت به من بين الأنبياء أنك خاتم الرسل، وعهدك ختم العهود للشرح به صدرًا وتقر به عينًا. قوله تعالى: { فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ }. قال الجنيد رحمة الله عليه: لا يضيقن قلبك بحمله وثقله فإن حمل الصفات ثقيلة إلا على من يؤيد بقبول المشاهدة. وقال النورى: إن أنوار الحقائق إذا وردت على السر ضاق عن حملها كالشمس يمنع شعاعها عن إدراك نهايتها. وقال القرشى: لما قص الله فى هذه السورة قصة الكليم، عَلِم أن قلب النبى صلى الله عليه وسلم يتحرك لذلك فقال: { فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ } لأنه كُلِّمَ على الطور وكُلِّمتَ وراء الستور ومنع المشاهدة ورُزقتها.