الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى { وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ } ان كنتم تشاهدون عظمتى وجلالى فلا تراهنوا فى دينى وكونوا موافقين لامرى حيث لو آخذ احداً بقهرى فلا يأمرهم فى حد من حدودى قال بعضهم ان كنتم من اهل مودتى ومحبتى فخالفوا من خالف امرى او يرتكب فلا يكون محبا من يصير على مخالفة حبيبه وقال الجنيد الشفقة على المخالفين كالاعراض عن الموافقين وقال الواسطى للمؤمن فى كل خطوة فائدة فمن يتعظ استفاد ومن غفل حجب وخاب قوله تعالى { وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } زجر النفوس الامارة لتتعظ برؤية عذاب الله وتنزجر عن معصية الله وتعرف الله بقطع انساب الخليقة من جلال الحقيقة فإن العبودية حقوق الربوبية قال ابو بكر طاهر لا يشهد مواضع التاديب الا من لا يستحق التاديب وهم طائفة من المؤمنين لا المؤمنون اجمع.