قوله { تَبَارَكَ } هو من باب البركة { ٱلَّذِي بِيَدِهِ } أي في يده { ٱلْمُلْكُ } { لِيَبْلُوَكُمْ } ليختبركم { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في نقمته { ٱلْغَفُورُ } لمن آمن. { ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً } بعضها فوق بعض غلظ كل سماء منها مسيرة خمسمائة عام وبين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام { مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ } أي اختلاف يعني مستوية { فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ } أي فانظر إلى السماء { هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ } من شقوق أي أنك لا ترى فيها شقوقا قال محمد من كلام العرب فطر ناب البعير إذا شق اللحم فظهر { ثُمَّ ٱرجِعِ ٱلبَصَرَ كَرَّتَيْنِ } مرة بعد مرة { يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ ٱلبَصَرُ } يرجع إليك البصر { خَاسِئاً } فاترا { وَهُوَ حَسِيرٌ } أي: كليل قد أعيا لا يجد منقذا. قال محمد: { خَاسِئاً } أصل الكلمة الإبعاد تقول خسأت الكلب إذا أبعدته وقوله: { حَسِيرٌ } حقيقة الكلمة منقطع عن أن تلحق ما نظر إليه وهو معنى قول يحيى وقالوا حسر الرجل وحسر وهو الإعياء الشديد { وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ } وهي الكواكب { وَجَعَلْنَٰهَا } يعني: الكواكب { رُجُوماً لِّلشَّيَٰطِينِ } يعني ما جعل منها رجوما { وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ } أعددنا لهم { عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ } في الآخرة يعني للذين يرجمون من الشياطين.