قوله تعالى: { مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ }: مفعول " نتلو " ، أي: نتلوا عليك بعض خبرهما.
قوله تعالى: { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } أي: طغى في أرض مصر وتجبّر، { وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً } فِرَقاً وأصنافاً في خدمته.
وقيل: جعلهم شِيعاً: فِرَقاً على أهواء مختلفة، وألقى بينهم التشاحن، وأغرى بين القبط وبني إسرائيل، وشتّت كلمتهم؛ ليتمكن من التسلّط عليهم.
{ يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ } وهم بنو إسرائيل. ومحله النصب على الحال من الضمير في " وجعل " ، أو صفة لـ " شيعاً ". ويجوز أن يكون كلاماً مستأنفاً.
قوله تعالى: { يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } بدل من " يستضعف " ، وقد سبق في البقرة سبب قتله واستحيائه النساء.
قوله تعالى: { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِي ٱلأَرْضِ } يعني: بني إسرائيل، وهذه الجملة معطوفة على قوله تعالى: { إِنَّ فِرْعَوْنَ }. ويجوز أن يكون حالاً من " يستضعف " ، على معنى: يستضعفهم فرعون ونحن نريد أن نَمُنَّ عليهم.
{ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً } قال مجاهد: دُعاةً إلى الخير.
وقال قتادة: وُلاةً ومُلوكاً.
{ وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَارِثِينَ } يرثون مُلْك فرعون وغيره.
{ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } [نُمهّد لهم في أرض] الشام ومصر ونبسط أيديهم ونُعِزّ سلطانهم.
{ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا } وقرأ حمزة والكسائي: " ويَرى " بالياء المفتوحة وإمالة الراء، " فرعونُ وهامانُ وجنودُهُما " بالرفع.
والمعنى: يُريهم أو يَرون من بني إسرائيل الذين قهروهم واستعبدوهم واستضعفوهم، { مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ } أي: يخافونه من ذهاب مُلْكهم وهلاكهم على يد مولودٍ منهم.