قوله { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } تفسير الحسن هذا جواب من الله لقول المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم{ ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ } [العنكبوت: 29] ولقولهم: { عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } [ص: 15] وأشباه ذلك فقال الله { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } أي أن العذاب آت قريب { سُبْحَانَهُ } ينزه نفسه { وَتَعَالَىٰ } ارتفع عما يقول المشركين من الإشراك به { يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ } في تفسير السدي { مِنْ أَمْرِهِ } أي بأمره. قال محمد سمى ل الوحي روحا لأن به حياة من الجهل. { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ } بأن أنذروا { أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } أن تعبدوا معي إلها. { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } للبعث والحساب والجنة والنار { خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ } يعني المشرك في تفسير الحسن { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } بين الخصومة. { وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ } يعني الإبل والبقر والغنم. قال محمد نصب الأنعام على فعل مضمر المعنى وخلق الأنعام لكم. { فِيهَا دِفْءٌ } يعني ما يصنع من الكسوة من أصوافها وأوبارها وأشعارها ومنافع في ظهورها هذه الإبل والبقر وألبانها في جماعتها. { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ } أي حين تروح عليكم راجعة من الرعي { وَحِينَ تَسْرَحُونَ } بها إلى الرعي هذا تفسير الحسن. قال محمد راحت الماشية وأرحتها وسرحت وسرحتها الرواح بالعشي والسروح بالغدو ومعنى لكم فيها جمال أي إذا قيل هذا مال فلان. { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ } يعني الإبل والبقر { إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ } يقول لولا أنها تحمل أثقالكم إلى البلد الذي تريدونه لم تكونوا بالغي ذلك البلد إلا بمشقة على أنفسكم { إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } يقول فبرأفة الله ورحمته سخر لكم هذه الأنعام وهي للكافر رحمة الدنيا ليرزقه فيها من النعم. { وَٱلْخَيْلَ } يقول وخلق الخيل { وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } في ركوبها تفسير قتادة خلقها الله للركوب وللزينة { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } من الأشياء كلها مما لم يذكر لكم.