قوله: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ } وهي مثل الأولى. قوله: { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمينَ } يعني القرآن، { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ } أي: جبريل، وهي تقرأ على وجهين: بالرفع وبالنصب. فمن قرأها بالرفع قال: نَزَل به، خفيفة، الروحُ الأمين، أي: جبريل نزل به. ومن قرأها بالنصب يقول: نزّل به، مثقلة، الله نزّل به الروحَ الأمين، أي: الله نزل جبريل بالقرآن. { عَلَى قَلْبِكَ } يا محمد { لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } أي: بيّن. { وَإِنَّهُ لَفي زُبُرِ الأَوَّلِينَ } أي: وإن القرآن لفي كتب الأولين، أي: التوراة والإنجيل. قال: { أَوَلَم يَكُنْ لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرآءِيلَ } وهي تقرأ على وجهين: بالياء والتاء. فمن قرأها بالتاء يقول: قد كانت لهم آية. ومن قرآها بالياء فهو يجعلها عملاً في باب كان: يقول: قد كان لكم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل، يعني من آمن منهم؛ فقد كان لهم في إِيمانهم به آية. وقال بعضهم: يعني اليهود والنصارى، إنهم يجدون محمداً في التوراة والإنجيل أنه رسول الله. قال: { وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم } أي: محمد { مَّا كَانُوا بِهِ مُؤمِنِينَ } يقول: لو أنزلناه بلسان أعجمي لم تؤمن به العرب، كقوله عزّوجل:{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ ليُبَيِّنَ لَهُمْ } [إبراهيم: 4]. قال بعضهم: إِذاً لكانوا شرّ الناس فيه، لما فهموه وما دروا ما هو.