{ وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } خزائن السموات بالمطر والأرض بالنبات { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من أهل السموات والأرض وخزائنهما { قَدِيرٌ } ثم بين علامة قدرته لكفار مكة لقولهم ائتنا بآية يا محمد على ما تقول فقال { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ } إن فيما خلق في السموات من الملائكة والشمس والقمر والنجوم والسحاب { وَٱلأَرْضِ } وفي خلق الأرض وما في الأرض من الجبال والبحور والشجر والدواب { وَٱخْتِلاَفِ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } وفي تقلب الليل والنهار { لآيَاتٍ } لعلامات لوحدانيته { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } لذوي العقول من الناس ثم نعتهم فقال { ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ } يصلون لله { قِيَاماً } إذا استطاعوا { وَقُعُوداً } إذا لم يستطيعوا قياماً { وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ } إذا لم يستطيعوا قياماً وقعوداً { وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } من العجائب { رَبَّنَآ } يقولون يا ربنا { مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً } جزافاً { سُبْحَانَكَ } نزهوا الله { فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } ادفع عنا عذاب النار { رَبَّنَآ } يقولون يا ربنا { إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } أهنته { وَمَا لِلظَّالِمِينَ } للمشركين { مِنْ أَنْصَارٍ } من مانع مما يراد بهم في الآخرة { رَّبَّنَآ } ويقولون يا ربنا { إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً } يعنون محمداً { يُنَادِي لِلإِيمَانِ } يدعو إلى التوحيد { أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا } بك وبكتابك ورسولك { فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا } الكبائر { وَكَفِّرْ } تجاوز { عَنَّا سَيِّئَاتِنَا } دون الكبائر { وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ } اقبض أرواحنا على الإيمان واجمعنا مع أرواح النبيين والصالحين { رَبَّنَا } ويقولون يا ربنا { وَآتِنَا } أعطنا { مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ } يعني محمداً { وَلاَ تُخْزِنَا } لا تعذبنا { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } كما تعذب الكفار { إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } البعث بعد الموت وما وعدت المؤمنين { فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } فيما سألوه فقال { أَنِّي لاَ أُضِيعُ } لا أبطل { عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ } ثواب عمل عامل منكم { مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ } إذ كان بعضكم على دين بعض وأوليائه بعض ثم بين كرامته للمهاجرين فقال { فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ } من مكة إلى المدينة مع النبي عليه الصلاة والسلام وبعد النبي { وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ } أخرجوهم كفار مكة من منازلهم بمكة { وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي } في طاعتي { وَقَاتَلُواْ } العدو في سبيل الله { وَقُتِلُواْ } حتى قتلوا في الجهاد مع نبي الله { لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } ذنوبهم في الجهاد { وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { ثَوَاباً مِّن عِندِ ٱللَّهِ } جزاء لهم من الله { وَٱللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ ٱلثَّوَابِ } المرجع الصالح أحسن من جزائهم ثم ذكرهم فناء الدنيا ورغبهم عنها وبقاء الآخرة وحثهم على طلبها.