الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ }

قوله تعالى { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ } ان العارف لنا شرب من بحر الوحدانية شربة فرح بوجه الحق وكاد ان يتبختر العز والكبرياء من صولة الحال فيؤدبه الله بان يلقى عليه عزة الوحدة فيفنيه تحت انوارها حتى يخرجه من حد السكر الى حد الصحو فيكون خطواته خطوات اهل التمكين لا خطوات اهل التلوين وكل مريد يشرب من سواقى صفاء العبودية شربة تقرحه بقرحة الوقت وصفاء الذوق فيهيجه الى الزفرات والشهقات ولا يجوز ذلك له فان اصواته ممزوجة بخطرات الطبيعة مخلوطة بهواجس النفسانية فاذا صاح صار صيحته صيحة الطبيعة لا صيحة الحقيقة لذلك نهاه الله بقوله { إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } قال المستعيان الحوزي كل شئ تسبيح إلا صوت الحمير فانها تصيح لرؤية الشيطان لذلك سماه الله منكراً وقال الاستاذ قوله واقصد فى مشيك واغضض من صوتك كن فانيا عن شواهد مصطلماً عن هواك ماخوذا عن قوتك وحولك منقسما بما استولى عليك من كشوفات سرك وانظر من الذى يسمع صوتك حتى تستفيق من خمار غفلتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير فى الاشارة انه يتكلم فى لسان المعرفة من غير اذن عن الحق وقال هو الصوفى يتكلم قبل اوانه.