وقوله تعالى: { ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ } معناه: تَملَّكَهُمْ من كل جهة، وغلب على نفوسهم، وحُكِيَ أَنَّ عمر قرأ: «اسْتَحَاذَ»، ثم قضى تعالى على مُحَادِّه بِالذُّلِّ، وباقي الآية بَيِّنٌ. وقوله سبحانه: { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلأَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ... } الآية: نَفَتْ هذه الآيةُ أَنْ يُوجَدَ مَنْ يؤمن باللَّه حَقَّ الإيمان، ويلتزم شُعَبَهُ على الكمال ـــ يَوَادُّ كافراً أو منافقاً، و { كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلإيمَـٰنَ }: معناه: أثبته وخلقه بالإيجاد. وقوله: { أُوْلَـٰئِكَ }: إشارة إلى المؤمنين الذين يقتضيهم معنى الآية؛ لأَنَّ المعنى: لكنك تجدهم لا يوادُّونَ مَنْ حادَّ اللَّه. وقوله تعالى: { بِرُوحٍ مِّنْهُ } معناه: بهدى منه ونور وتوفيق إلٰهي ينقدح لهم من القرآن وكلامِ النبي صلى الله عليه وسلم و«الحزب»: الفريقُ، وباقي الآية بَيِّنٌ.