{ إِنَّ الدِّينَ } بكسر الهمزة ابتداء، وبفتحها بدل من أنه، وهو بدل شيء من شيء، لأن التوحيد هو الإسلام { وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ } الآية: إخبار أنهم اختلفوا بعد معرفتهم بالحقائق من أجل البغي، وهو الحسد، والآية في اليهود، وقيل: في النصارى، وقيل: فيهما { سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } قد تقدّم معناه في البقرة وهو هنا تهديد، ولذلك وقع في جواب من يكفر { فَإنْ حَآجُّوكَ } أي جادلوك في الدين، والضمير لليهود ونصارى نجران { أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ } أي أخلصت نفسي وجملتي { للَّهِ } وعبّر بالوجه على الجملة ومعنى الآية: إقامة الحجة عليهم؛ لأن من أسلم وجهه لله فهو على الحق بلا شك، فسقطت حجة من خالفه { وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ } عطف على التاء في أسلمت ويجوز أن يكون مفعولاً معه { أَأَسْلَمْتُمْ } تقرير بعد إقامة الحجة عليهم أي: قد جاءكم من البراهين ما يقتضي أن تسلموا { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ } أي: إنما عليك أن تبلغ رسالة ربك، فإذا أبلغتها فقد فعلت ما عليك، وقيل: إن فيها موادعة نسختها آية السيف.