{ ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله } نزلت في العباس بن عبد المطلب حين عُيِّر لمَّا أُسر، فقال: إنَّا لنعمر المسجد الحرام، ونحجب الكعبة، ونسقي الحاجَّ، فردَّ الله ذلك عليه بقوله: { ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله } بدخوله والتعوُّذ فيه؛ لأنَّهم ممنوعون عن ذلك { شاهدين على أنفسهم بالكفر } بسجودهم للأصنام واتِّخاذها آلهة. { أولٰئك حبطت أعمالهم } لأنَّ كفرهم أذهب ثوابها. { إنما يعمر مساجد الله } بزيارتها والقعود فيها { مَنْ آمن بالله وباليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة } والمعنى: إنَّ مَنْ كان بهذه الصِّفة فهو من أهل عمارة المسجد { ولم يخش } في باب الدِّين { إلاَّ الله فعسى أولئك } أَيْ: فأولئك هم المهتدون والمتمسكون بطاعة الله التي تؤدِّي إلى الجنَّة. { أجعلتم سقاية الحاج } قال المشركون: عمارة بيت الله، وقيامٌ على السِّقاية خيرٌ من الإِيمان والجهاد، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وسقاية الحاج: سقيهم الشَّراب في الموسم، وقوله: { وعمارة المسجد الحرام } يريد: تجميره وتخليقه { كمَنْ آمن } أَيْ: كإيمان من آمن { بالله }؟ { لا يستوون عند الله } في الفضل { والله لا يهدي القوم الظالمين } يعني: الذين زعموا أنَّهم أهل العمارة سمَّاهم ظالمين بشركهم.