قوله تعالى: { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } - إلى قوله تعالى - { وَأَقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } [10- 20] 11171/ [1]- محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام)، قال: قلت له: وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ؟ قال: " يقولون فيك { وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً * وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ } بوصيك { أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً } " قلت: إن هذا تنزيل؟ قال: " نعم ". 11172/ [2]- ابن شهر آشوب: عن أبان بن عثمان، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله تعالى: { وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ } الآية، قال: " هو وعيد توعد الله عز و جل [به] من كذب بولاية علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ". 11173/ [3]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالى: { وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ } [أي] لا يقدر أن يبلعه، قوله: { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ } أي تخسف، و قوله تعالى: { وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً } قال: مثل الرمل ينحدر. 11174/ [4]- ثم قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله تعالى: { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ }: " ففعل النبي (صلى الله عليه و آله) ذلك، و بشر الناس به، فاشتد ذلك عليهم ". وقوله: { عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ } و كان الرجل يقوم و لا يدري متى ينتصف الليل، و متى يكون الثلثان، و كان الرجل يقوم حتى يصبح مخافة أن لا يحفظه، فأنزل الله { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ } إلى قوله: { عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ } يقول: متى يكون النصف و الثلث، نسخت هذه الآية: { فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْآنِ } واعلموا أنه لم يأت نبي قط إلا خلا بصلاة الليل، و لا جاء نبي قط بصلاة الليل في أول الليل. قوله: { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً } يقول: كيف إن كفرتم تتقون ذلك اليوم الذي يجعل الولدان شيبا؟ 11175/ [5]- و قال أيضا علي بن إبراهيم، في قوله: { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ } الآية، قال: تشيب الولدان من الفزع حيث يسمعون الصيحة. 11176/ [6]- علي بن إبراهيم، قال: أخبرنا الحسن بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن زرعة، عن سماعة، قال: سألته عن قول الله عز و جل: { وَأَقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } ، قال: " هو غير الزكاة ". سبب نزول السورة 11177/ [1]- في (نهج البيان) للشيباني، قال: روي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام): " أن السبب في نزول هذه السورة أن النبي (صلى الله عليه و آله) كان يقوم هو و أصحابه الليل كله للصلاة حتى تورمت أقدامهم من كثرة قيامهم، فشق ذلك عليه و عليهم، فنزلت السورة بالتخفيف عنه و عنهم في قوله تعالى: { وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ } أي لن تطيقوه ". 11178/ [2]- الطبرسي، قال: روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله: { وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ } [قال]: علي و أبو ذر.