{ كَلاَّ }: ردع عن التكذيب، أو بمعنى حقّاً { إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } قال القاشاني: أي: ما كتب من صور أعمال السعداء وهيآت نفوسهم النورانية وملكاتهم الفاضلة، في عليين. وهو مقابل للسجين، في علوه وارتفاع درجته، وكونه ديوان أعمال أهل الخير. كما قال: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } أي: محل شريف رقم بِصُوَرِ أعمالهم { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } أي: يحضره المقربون من حضرة ذي الجلال، كما في آية:{ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ } [القمر: 55]. والمقربون: هم الأبرار. أعاد ذكرهم، بوصفٍ ثان، تنويهاً بهم وتعديداً لصفاتهم، أو هم الملائكة إجلالاً لهم وتعظيماً لشأنهم. ولما عظم تعالى كتابهم، تأثره بتعظيم منزلتهم، بقوله سبحانه: { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ... }