الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ }

يجوز أن تكون حالية، والواو واو الحال، ويجوز أن تكون معترضة إذا جُعليوم لا تملك نفس لنفس شيئاً } الانفطار 19 بدلاً من { يوم الدين } المنصوب على الظرفية كما سيأتي. و { ما أدراك ما يوم الدين } تركيب مركب من { ما } الاستفهامية وفعل الدراية المعدّى بالهمزة فصار فاعله مفعولاً زائداً على مفعولي دَرى، وهو من قبيل أعلَم وأرَى، فالكاف مفعوله الأول، وقد علق على المفعولين الآخرين بـ { ما } الاستفهامية الثانية. والاستفهام الأول مستعمل كناية عن تعظيم أمر اليوم وتهويله بحيث يَسْأل المتكلم من يسمعه عن الشيء الذي يحصِّل له الدراية بكنه ذلك اليوم، والمقصود أنه لا تصل إلى كنهه دراية دارٍ. والاستفهام الثاني حقيقي، أي سئال سائل عن حقيقة يوم الدين كما تقول علمت هل زيد قائم، أي علمت جواب هذا السؤال. ومثل هذا التركيب مما جرى مجرى المثل فلا يغير لفظه، وقد تقدم بيانه مستوفى عند قوله تعالىوما أدراك ما الحاقة } الحاقة 3.