{ واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية } إلى آخر المثل، يمكن أن يؤوّل أصحاب القرية بأهل مدينة البدن والرسل الثلاثة بالروح والقلب والعقل، إذ أرسل إليهم اثنان أوّلاً { فكذّبوهما } لعدم التناسب بينهما وبينهم، ومخالفتهم إياهما في النور والظلمة، فعزّزوا بالعقل الذي يوافق النفس في المصالح والمناجح ويدعوها وقومها إلى ما يدعو إليه القلب والروح فيؤثر فيهم. وتشاؤمهم بهم: تنفّرهم عنهم لحملهم إياهم على الرياضة والمجاهدة ومنعهم عن اللذات والحظوظ. ورجمهم إياهم: رميهم بالدواعي الطبيعية والمطالب البدنية. وتعذيبهم إياهم: استيلاؤهم عليهم واستعمالهم في تحصيل الشهوات والبهيمية والسبعية.