{ ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ } أي صدقت نيتهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم في السر والعلانية { وَٱلْقَانِتِينَ } يعني المطيعين { وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ } يعني أهل الصلاة يقول هل يستوي هؤلاء والكفار أي أنهم لا يستوون عند الله { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ } فيها تقديم وتأخير يقول شهد الله أنه لا إله إلا هو قائما بالقسط أي بالعدل ويشهد الملائكة ويشهد أولو العلم وهم المؤمنون قال محمد نصب { قَآئِمَاً } على الحال وهي حال مؤكدة. { فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ } يعني ما بين لهم{ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة: 209]. قال يحيى أحسب أنهم فسروا كل شيء فيه وعيد عزيز في نقمته وكل شيء ليس فيه وعيد عزيز في ملكه. { إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } وكانوا على الإسلام { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً } أي حسدا { بَيْنَهُمْ } قال محمد نصب { بَغْياً } على معنى للبغي { وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } يعني العذاب أي إذا أراد أن يعذبهم لم يؤخرهم عن ذلك الوقت هذا تفسير الحسن. { فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ } أي أخلصت { وَجْهِيَ } أي ديني { للَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ } أي وأسلم من اتبعني وجهه لله { وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلأُمِّيِّينَ } يعني مشركي العرب وكانت هذه الأمة أمية لا كتاب لها حتى نزل القرآن { أَأَسْلَمْتُمْ } أي أخلصتم { فَإِنْ أَسْلَمُواْ } اخلصوا { فَقَدِ ٱهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } أي بأعمال العباد.