وقوله تعالى: { لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ... } الآية: سببُهَا قولُ اليَهُود:{ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ } [الأنعام:91].
وقال * ص *: «لكن»: استدراكٌ، ولا يُبتدأُ بها، فيتعيَّن تقديرُ جملةٍ قبلها يبيِّنها سببُ النزول، وهو أنه لَمَّا نزل:{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } [النساء:163]، قالوا: ما نشهَدُ لك بهذا؛ فَنَزَلَ: { لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ }. انتهى.
وقوله تعالى: { أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } ، هذه الآيةُ مِنْ أقْوَىٰ متعلَّقات أهْل السنَّة في إثبات عِلْمِ اللَّه عزَّ وجلَّ؛ خلافاً للمعتزلةِ في أنهم يقولُونَ: عَالِمٌ بِلاَ عِلْمٍ، والمعنى عند أهْل السُّنَّة: أنزله، وهو يَعْلَمُ إنزالَهُ ونُزُولَهُ.
وقوله سبحانه: { وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ يَشْهَدُونَ }: تقويةٌ لأمر نبيِّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم، وردٌّ على اليهود.
وقوله تعالى: { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } ، تقديره: وكفَى اللَّهُ شهيداً، لكنه دخلَتِ الباءُ؛ لتدُلَّ علَىٰ أنَّ المراد ٱكْتَفَوْا باللَّهِ، وباقي الآية بيِّنٌ.