الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }

{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ } التجافي التباعد تتباعد جنوبهم عن المضاجع اي تتركها اي لا ينامون الا قليلا والجنوب جمع جنب وهو الايمن من كل انسان فان المؤمن ينام على جنبه الايمن والانبياء على ظهروهم والشياطين على وجوههم وبطونهم وقال الزجاج وغيره التجافي التنحي الى فوق قال عياض وهو قول حسن والمضاجع جمع مضجع اسم مكان الاضطجاع والنوم والاية في سهر الليل كما قال الحسن ومجاهد ومالك والاوزاعي يسهره المؤمنون بالصلاة النفلية وهو مذهب الجمهور ورجحه الزجاج لان فيه اخفاء العمل وعن ابي هريرة ان عبدالله بن رواحة رضى الله عنه قال.
وفينا رسول الله يتلوا كتابه اذا انشق معروف من الفجر ساطع ارانا الهدى بعد العمى قلوبنا به موقنات ان ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فرارشه اذا استثقلت بالكفارين المضاجع   
" وقال معاذ بن جبل يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال لقد سألت عن عظيم وإِنه ليسير على من يسر الله تعالى عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ـ ثم قال ـ ألا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفىء الخشية كما يطفىء الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ } ـ الى ـ { يعملون } ثم قال ألا أخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه؟ الجهاد ـ ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا. قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم أو قال على مناخرهم " وذلك في سفرة سافرها معاذ رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اصبحت قريبا منه وهو يسير. فقلت له يا رسول الله اخبرني بعمل والى اخر ما مر. وقد قيل ان ذلك في غزوة تبوك زمان الحر وقد اشار الشيخ هود رحمه الله في هذا الحديث. وعن ابي امامة الباهلي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين من قبلكم وقربة الى ربكم وتكفير للسيئات ومنهاة عن الآثام ومطردة للداء عن الجسد ". وعن ابن مسعود رضي الله عنه عجب ربنا من رجلين أي رضي فعلهما رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين اهله الى صلاته فيقول الله عز وجل لملائكته انظروا الى عبدي ثار عن فراشه ووطائه وأهله الى صلاته رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم مع اصحابه فعلم ما عليه في الانهزام وماله في الرجوع فرجع حتى اريق دمه فيقول الله تعالى لملائكته انظروا الى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى اريق دمه.

السابقالتالي
2