{ قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ } أي: عن المسير معك { سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } أي: يفوق قتال من أقاتلهم، بحيث لا دخل للصلح والأمن فيه، بل { تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ } أي: يدخلون في الدين من غير حرب ولا قتال. وقرئ شاذاً: (أو يسلموا) بمعنى إلا أن يسلموا، أو حتى يسلموا { فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ ٱللَّهُ أَجْراً حَسَناً } يعني: الغنيمة في الدنيا، والجنة في الآخرة { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ } أي: عن الحديبية { يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } أي: لتضاعف جرمكم. ثم خص من هذا الوعيد أصحاب الأعذار، وإن حدثت بعد التخلف الأول، بقوله سبحانه: { لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ... }.