{ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ } على المنافقين بالمدينة { مِّنْ أَقْطَارِهَا } من نواحيها { ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلْفِتْنَةَ } دعوا إلى الشرك { لآتَوْهَا } لأجابوها سريعاً { وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ } وما مكثوا بإجابتها ويقال بالمدينة بعد إجابتهم { إِلاَّ يَسِيراً } قليلاً { وَلَقَدْ كَانُواْ عَاهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ } من قبل الخندق يوم الأحزاب { لاَ يُوَلُّونَ ٱلأَدْبَارَ } منهزمين من المشركين { وَكَانَ عَهْدُ ٱللَّهِ } ناقض عهد الله { مَسْئُولاً } يوم القيامة عن نقضه { قُل } يا محمد لبني حارثة { لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلْفِرَارُ إِن فَرَرْتُمْ مِّنَ ٱلْمَوْتِ أَوِ ٱلْقَتْلِ وَإِذاً لاَّ تُمَتَّعُونَ } لا تعيشون في الدنيا { إِلاَّ قَلِيلاً } يسيراً { قُلْ } يا محمد لبني حارثة { مَن ذَا ٱلَّذِي يَعْصِمُكُمْ } يمنعكم { مِّنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوۤءاً } عذاباً بالقتل { أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً } عافية من القتل { وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ } لبني حارثة { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } من عذاب الله { وَلِيّاً } حافظاً يحفظهم من عذاب الله { وَلاَ نَصِيراً } مانعاً يمنعهم من عذاب الله { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ } المانعين بالرجوع إلى الخندق { مِنكُمْ } يعني المنافقين { وَٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ } لأصحابهم المنافقين { هَلُمَّ إِلَيْنَا } بالمدينة وكان هؤلاء عبد الله بن أُبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ } القتال عن عبد الله بن أبي وصاحباه { إِلاَّ قَلِيلاً } رياء وسمعة { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } أشفقة عليكم قالوا ذلك ويقال بخلاً بالنفقة عليكم { فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ } خوف العدو { رَأَيْتَهُمْ } يا محمد المنافقين في الخندق { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدورُ أَعْيُنُهُمْ } تتقلب أعينهم في الجفون { كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } كمن هو في غشيان الموت ونزعاته { فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ } خوف العدو { سَلَقُوكُمْ } طعنوكم وعابوكم { بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } ذرية سليطة { أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ } بخيلة بالنفقة في سبيل الله { أوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { لَمْ يُؤْمِنُواْ } لم يصدقوا في إيمانهم { فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ } فأبطل الله بسيئاتهم حسناتهم { وَكَانَ ذَلِكَ } إبطال حسناتهم { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } هيناً { يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ } يظن عبد الله بن أبي وأصحابه أن كفار مكة { لَمْ يَذْهَبُواْ } بعد ما ذهبوا من الخوف والجبن ويقال ظنوا أن لا يذهبوا حتى يقتلوا محمداً عليه السلام { وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ } كفار مكة { يَوَدُّواْ } يتمنى عبد الله بن أبي وأصحابه { لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ } خارجون من المدينة من خوفهم وجبنهم { يَسْأَلُونَ } في المدينة { عَنْ أَنبَآئِكُمْ } عن أخباركم في الخندق { وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ } معكم في الخندق { مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً } رياء وسمعة.