{ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } انفسهم بالغفلة وعدم المبالاة بسخط الله ومكره وهو تهديد للغافلين { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } فما اكترثوا بهم وببيّناتهم لغاية غفلتهم { وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } لغاية غفلتهم وانهماكم فى الشّهوات لتزيين الشّيطان لهم اعمالهم الشّهويّة { كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ } اى خلائف لنا او للاسلاف { فِي ٱلأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ } وهم الواقعون فى جهنّام النّفس والنّفس كالمرأة الخبيثة لا ترضى بوضع يحصل لها وتتمنّى دائماً غير الوضع الّذى هو حاصل لها وهؤلاء باقتضاء فطرة النّفس سئلوا تبديل القرآن { أَوْ بَدِّلْهُ } يعنى اترك هذا القرآن وائت بمكانه قرآناً نرتضيه، او غيّره بتبديل ما لا نرتضيه الى ما نرتضيه { قُلْ مَا يَكُونُ } ما يصحّ { لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ } اى اغيّره بترك اصله او بتدبيل آياته او اقتصر على الامتناع عن التّبديل ليدلّ على انّ تركه اصلاً اولى بالامتناع { مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ } بدون امر ربّى { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ } يعنى ليس لى نفسيّة وامر نفسٍ واتّباع لامر النّفس لانّ شأنى واتّباعى مقصور على امر ربّى { إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } جواب سؤال عن العلّة وتعريض بهم حيث يعصون ولا يخافون.