قوله تعالى: { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } عن الجحيم، وهذا كقوله:{ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا } [المائدة: 37]. وقيل: وما هم عن القيامة بغائبين. فيكون الكلام منعطفاً على الأبرار والفجار. ثم عظّم ذلك اليوم فقال مخاطباً لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ }. وقال الكلبي: الخطاب للإنسان لا للنبي صلى الله عليه وسلم. ثم كرر ذلك تفخيماً لشأن يوم القيامة فقال: { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ }. ثم أجمل القول في وصفه فقال: { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً }. قرأ ابن كثير وأبو عمرو: " يومُ " بالرفع، على البدل من " يوم الدين " ، أو على معنى: هو يوم. وقرأ الباقون: بالنصب، على معنى: يُدانون يوم الدين، أو بإضمار: اذكر. قال مقاتل: [يعني]: لا تملك نفسٌ لنفسٍ كافرةٍ شيئاً. والصحيح عمومه، وأن أحداً لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً إلا بأمر الله، ألا تراه يقول: { وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }. والله أعلم.