الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً } * { إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوۤءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً }

قال ابن أبي طلحة، عن ابن عباس في الآية يقول لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد، إلا أن يكون مظلوماً فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله { إِلاَّ مَن ظُلِمَ } وإن صبر فهو خير له. وقال أبو داود حدثنا عبد الله بن معاذ حدثنا أبي، حدثنا سفيان، عن حبيب، عن عطاء، عن عائشة، قالت سرق لها شيء، فجعلت تدعو عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تسبخي عنه " وقال الحسن البصري لا يدع عليه، وليقل اللهم أعني عليه، واستخرج حقي منه، وفي رواية عنه قال قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه من غير أن يعتدي عليه. وقال عبد الكريم بن مالك الجزري في هذه الآية هو الرجل يشتمك فتشتمه، ولكن إن افترى عليك، فلا تفتر عليه لقولهوَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } الشورى 41. وقال أبو داود حدثنا القعنبي، حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال " المستبَّان، ما قالا، فعلى البادىء منهما، ما لم يعتد المظلوم " وقال عبد الرزاق أنبأنا المثنى بن الصباح عن مجاهد في قوله { لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ } قال ضاف رجل رجلاً، فلم يؤد إليه حق ضيافته، فلما خرج، أخبر الناس فقال ضفت فلاناً، فلم يؤد إلي حق ضيافتي، قال فذلك الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم حتى يؤدي الآخر إليه حق ضيافته. وقال ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ } قال هو الرجل ينزل بالرجل، فلا يحسن ضيافته، فيخرج فيقول أساء ضيافتي، ولم يحسن، وفي رواية هو الضيف المحول رحله فإنه يجهر لصاحبه بالسوء من القول، وكذا روي عن غير واحد عن مجاهد نحو هذا، وقد روى الجماعة سوى النسائي والترمذي من طريق الليث بن سعد، والترمذي من حديث ابن لهيعة، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن عقبة بن عامر، قال قلنا يا رسول الله، إنك تبعثنا، فننزل بقوم فلا يقرونا، فما ترى في ذلك؟ فقال " إذا نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف، فاقبلوا منهم، وإن لم يفعلوا، فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم ". وقال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت أبا الجودي يحدث عن سعيد بن مهاجر، عن المقدام أبي كريمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

السابقالتالي
2