قوله: { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ } الآية. معنى الدرك الأسفل: القعر الأسفل والنار أدراك سبعة، فهم في القعر السابع، نعوذ بالله منها. والدَرْك والدَرَك لغتان بمعنى. والفتح: الاختبار عند بعض العلماء لقولهم: أدراك كجمل وأجمال وجمعه في الكثير: الدروك. ومن أسكن الراء جمعه في القليل على أدرك، والكثير الدروك، وقال عاصم: " لو كانت الدروك بالفتح لقيل السفلى " ذهب إلى أن الفتح إنما هو على أنه جمع دركة ودرك، كبقرة وبقر. وطبقات النار سفل سفل، يقال لها أدراك. ومنازل الجنة يقال لها درجات وهو علو علو. وقوله: { وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ } كتب بغير ياء على لفظ الوصل. والوقف عند سائر القراء على ما في السواد. ومذهب النحويين في هذا: الوقف على الياء. ومعنى الآية: أن الله تعالى أعلمنا أن المنافقين في الطبق الأسفل من النار، وأنهم لا ناصر لهم ينقذهم منها. والعرب تقول لكل ما تسافل درك، ولكل ما تعالى درج. وقال ابن مسعود: إن المنافقين في توابيت من حديد مغلقة عليهم في النار. وقال أبو هريرة: { فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ } في توابيت ترتج عليهم. وقال ابن عباس: في أسفل النار. ثم استثنى تعالى التائبين فقال { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } أي: رجعوا عن نفاقهم وشكهم إلى اليقين بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به وأصلحوا أعمالهم فعملوا بما أمرهم الله عز وجل { وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ } عز وجل أي: تمسكوا بما أمرهم الله به { وَأَخْلَصُواْ } طاعتهم له عز وجل، ولم يعملوا رياء الناس { فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } في الجنة { وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً }. وقال الفراء: { مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي: من المؤمنين.