{ وما ذرأ لكم } أَيْ: وسخَّر لكم ما خلق في الأرض { مختلفاً ألوانه } أَيْ: هيئته ومناظره، يعني: الدَّوابَّ والأشجار وغيرهما. { وهو الذي سخر البحر } ذلَّله للرُّكوب والغوص { لتأكلوا منه لحماً طرياً } السَّمك والحيتان { وتستخرجوا منه حلية تلبسونها } الدُّرَّ والجواهرَ { وترى الفلك } السُّفن { مواخر فيه } شواقّ للماء تدفعه بِجُؤْجُئِها بصدرها { ولتبتغوا من فضله } لتركبوه للتِّجارة، فتطلبوا الرِّبح من فضل الله. { وألقى في الأرض رواسي } جبالاً ثابتةً { أن تميد } لئلا تميد، أَيْ: لا تتحرَّك { بكم وأنهاراً } وجعل فيها أنهاراً كالنِّيل والفرات ودجلة { وسبلاً } وطرقاً إلى كلِّ بلدةٍ { لعلكم تهتدون } إلى مقاصدكم من البلاد. فلا تضلُّوا. { وعلامات } يعني الجبال، وهي علاماتُ الطُّرق بالنَّهار { وبالنجم } يعني: جميع النُّجوم { هم يهتدون } إلى الطُّرق والقِبلة في البرِّ والبحر. { أفمن يخلق } يعني: ما ذُكر في هذه السُّورة، وهو الله تعالى { كمَنْ لا يخلق } يعني: الأوثان. يقول: أَهما سواءٌ حتى يسوَّى بينهما في العبادة؟ { أفلا تذكرون } أفلا تتَّعظون كما اتَّعظ المؤمنون.