قال تعالى: { إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } أي: المرجع يوم القيامة. قال الله عز وجل: { أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى } نزلت في أبي جهل؛ كان ينهى النبي عليه السلام عن الصلاة { أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى } يعني النبي عليه السلام؛ أي: إن محمداً على الهدى { أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى } وهو محمد عليه السلام أمر العباد بطاعة الله. { أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى } يعني أبا جهل، كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله، أي: قد كذب وتولّى. قال عز وجل: { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللهَ يَرَى } أي: يرى عمله. { كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ } يعني أبا جهل، عن كفره وتكذيبه { لَنَسْفَعاً } أي: لنأخذن { بِالنَّاصِيَةِ } اي: ليجرّن بالناصية، أي: ناصية أبي جهل، أي تجره الملائكة بناصيته، تجمع بين ناصيته وقدميه من خلفه فتلقيه في النار. وهو مثل قوله تعالى:{ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ } [الرحمن:41] قال عز وجل: { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } وهي ناصية أبي جهل، وهو الكاذب الخاطىء المشرك. { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } أي فليدع أبو جهل إذا دعونا بالزبانية، خزنة جهنم فجروا بناصيته إلى النار، فليدع حينئذ ناديه. قال بعضهم: عشيرته. وقال الحسن: جلساءه، أي: فليمنعوه من ذلك. قال تعالى: { كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ } أي: لا تطع أبا جهل فيما يأمرك به، يقوله للنبي عليه السلام. { وَاسْجُدْ } أي: وصل لربك { وَاقْتَرِبْ } وهو الدنوّ. أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا كان ساجداً. ذكروا عن كعب قال: إن أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا كان ساجداً، واغتنموا الدعاء عند نزول المطر. وقال الحسن: أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا كان ساجداً ثم تلا هذه الآية: { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }.