{ يقول الإِنسان } من نظر من أهل النار { أين المفر } المهرب، وقيل: يجوز أن يسأل بعض المؤمنين والملائكة أين المهرب فيجيبون: { كلا لا وزر } ، وقيل: هو من كلامه تعالى قيل: لا ملجأ، وقيل: لا حصن ولا جبل { الى ربك } الى حكمه { يومئذ المستقر } أي مستقر الأمر، وقيل: قرار الخلق إما الجنة أو النار { ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدَّم وأخَّر } بما قدّم قبل موته من عمل صالح أو سيئة وما أخّر من حسنة أو سيئة يعمل بها بعد موته، وقيل: جميع أفعاله { بل الإِنسان على نفسه بصيرة } أي من نفسه شاهد يشهد عليه من عمله وهو جوارحه أقام جوارحه مقام نفسه، وقيل: يشهد عليه الشاهدون { ولو ألقى معاذيره } ولو اعتذر، وقيل: لو أقام الاعتذار عند الناس قيل: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكثر تحريك لسانه بالقرآن مخافة النسيان فنزل: { لا تحرك به لسانك } ، وقيل: كان إذا نزل القرآن عجل بتحريك لسانه { إنّ علينا جمعه } في صدرك حتى تحفظه { وقرآنه } عليك { فإذا قرأناه } قيل: قرأه الملك عليك بأمرنا { فاتبع قرآنه } أي اتبع قرآنه بقرآنك { ثم إنَّ علينا بيانه } قيل: تذكر أحكامه وحلاله وحرامه، وقيل: تبين ذلك معناه إذا حظفته { كلا } ردع وزجر عن حب الدنيا واتباع الهوى { بل تحبون العاجلة } يعني تختارون الدنيا على العقبى { وجوه يومئذ ناضرة } الوجه عضو معروف وأصله من المواجهة، قيل: معناه ذات وجوه، وقيل: أراد أرباب الطاعات يومئذ أي يوم القيامة ناضرة، قيل: بهجة حسنة، وقيل: مسرورة، وقيل: ناعمة، وقيل: مضيئة { إلى ربها ناظرة } فيه وجهان: أحدهما أن المراد نظر العين، وثانيها أن المراد الانتظار، فمن حمله على الانتظار قيل: تنتظر الثواب من ربها، روي ذلك عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والحسن، وقيل: إلى بمعنى النعمة أي نعم ربها منتظرة، أي قطعوا أطماعهم عن كل شيء سوى الله، قال الشاعر:
وجوه ناظرات يوم بدرٍ
إلى الرحمان يأتي بالخلاصِ
فأما من قال يحمل على نظر العين قيل: إلى ثواب ربها ناظرة أي منتظرة إلى ما أعطاها الله في الجنة من النعم حالاً بعد حال، وروي ذلك عن جماعة من المفسرين فذكر نفسه وأراد ثوابه، قال القاضي: والأول أولى.