الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }

قوله: { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ يَغْفِرُواْ }: قد تقدَّم نظيرُه في سورة إبراهيم.

قوله: " ليَجْزِيَ " قرأ ابنُ عامر والأخَوان " لنجزيَ " بنونِ العظمةِ أي: لنجزيَ نحن. وباقي السبعة " ليجزِيَ " بالياء مِنْ تحتُ مبنياً للفاعلِ أي: ليجزيَ اللَّهُ. وأبو جعفر بخلافٍ عنه وشيبةُ وعاصم في روايةٍ كذلك، إلاَّ أنه مبنيٌّ للمفعولِ. هذا مع نصبِ " قوماً "./ وفي القائمِ مَقامَ الفاعلِ ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: ضميرُ المفعولِ الثاني عادَ الضميرُ عليه لدلالةِ السِّياقِ تقديرُه: ليُجْزَى هو أي: الخيرُ قوماً. والمفعول الثاني مِنْ بابِ " أَعْطى " يقومُ مَقامَ الفاعلِ بلا خلافٍ. ونظيرُه: " الدرهمُ أُعْطي زيداً ". الثاني: أنَّ القائمَ مقامَه ضميرُ المصدرِ المدلولِ عليه بالفعلِ أي: ليُجْزَى الجزاءُ. وفيه نظر؛ لأنه لا يُتْرَكُ المفعول به ويُقام المصدرُ ولا سيما مع عَدَم التصريحِ به. الثالث: أنَّ القائمَ مَقامَه الجارُّ والمجرورُ. وفيه حُجَّةٌ للأخفشِ والكوفيين، حيث يُجيزون نيابةَ غيرِ المفعولِ به مع وجودِه وأنشدوا:
4031 ـ..........................   لَسُبَّ بذلك الجَرْوِ الكِلابا
[وقوله]:
4032 ـ لم يُعْنَ بالعلياءِ إلاَّ سَيِّدا   
والبصريون لا يُجيزونه.