{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم في كل زمان { لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي ٱلصَّالِحِينَ } مع الصالحين وفي الجنة أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وعلي الأمين رضي الله عنهم { وَمِنَ ٱلنَّاسِ } وهو عياش بن أبي ربيعة المخزومي { مَن يِقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ } صدقنا بتوحيد الله { فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ } عذب في دين الله { جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ } عذاب الناس بالسياط { كَعَذَابِ ٱللَّهِ } في النار دائماً حتى كفر ورجع عن دينه { وَلَئِنْ جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ } فتح مكة { لَيَقُولُنَّ } عياش وأصحابه { إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ } على دينكم { أَوَ لَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلْعَالَمِينَ } قلوب العالمين من الخير والشر ثم أسلم عياش وأصحابه بعد ذلك وحسن إسلامهم.
{ وَلَيَعْلَمَنَّ } يرى ويميز { ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } في السر والعلانية { وَلَيَعْلَمَنَّ } يرى ويميز { ٱلْمُنَافِقِينَ } يوم بدر { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة أبو جهل وأصحابه { لِلَّذِينَ آمَنُواْ } علي وسلمان وأصحابهما { ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا } ديننا في عبادة الأوثان { وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ } ذنوبكم عنكم يوم القيامة { وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ } ذنوبهم { مِّن شَيْءٍ } يوم القيامة { إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } في مقالتهم { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } أوزارهم يوم القيامة { وَأَثْقَالاً } مثل أوزار الذين يضلونهم { مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } مع أوزارهم { وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يكذبون على الله { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ } فمكث فيهم { أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً } يدعوهم إلى التوحيد فلم يجيبوه { فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ } فأهلكهم الله بالطوفان { وَهُمْ ظَالِمُونَ } كافرون { فأَنْجَيْناهُ } نوحاً { وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ } ومن آمن معه في السفينة { وَجَعَلْنَاهَآ } سفينة نوح { آيَةً } عبرة { لِّلْعَالَمِينَ } بعدهم { وَإِبْرَاهِيمَ } وأرسلنا إبراهيم إلى قومه { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } وحدوا الله { وَٱتَّقُوهُ } اخشوه وأطيعوه بالتوبة من الكفر والشرك وعبادة الأوثان { ذٰلِكُمْ } التوبة والتوحيد { خَيْرٌ لَّكُمْ } مما أنتم عليه { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } ذلك وتصدقون ولكن لا تعلمون ولا تصدقون { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً } أحجاراً { وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } وتقولون كذباً وتنحتون بأيديكم ما تعبدون من دون الله { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الأوثان { لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً } لا يقدرون أن يرزقكم { فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ } فاطلبوا من الله الرزق { وَٱعْبُدُوهُ } وحدوه { وَٱشْكُرُواْ لَهُ } بالتوحيد { إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم.