{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ } قال الكلبي خاطب بهذا من آمن من أهل الكتاب وذلك أنهم قالوا عند إسلامهم أنؤمن بكتاب محمد ونكفر بما سواه فقال الله { ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ } الآية. { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ } الآية هم أهل الكتابين في تفسير قتادة قال آمنت اليهود بالتوراة ثم كفرت بها يعني ما حرفوا منها وآمنت النصارى بالإنجيل ثم كفرت به يعني ما حرفوا منه { ثُمَّ ٱزْدَادُواْ } كلهم { كُفْراً } بالقرآن { لَّمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ } قال الحسن يعني من مات منهم على كفره { لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً } أي سبيل هدى يعني الأحياء وأراد بهذا عامتهم وقد تسلم الخاصة منهم. { بَشِّرِ ٱلْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (*) ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } كانوا يتولون اليهود وقد أظهروا الإيمان { أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ } أي أيريدون بهم العزة. { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } يعني ما أنزل في سورة الأنعام{ وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيۤ ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } [الأنعام: 68] الآية.