الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً }

قوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً } صف اهل التردد فى سلوك سبيل اولياء الله والايمان بهم وباحوالهم حين هاج رغبتهم الى رياسة القوم وشرفهم عند الخاص والعام آمنوا رسماً لا استعداداً فلما جن عليهم ظلمات المجاهدات لم يحتملوا وأنركوا عليهم ورجعوا الى حظوظ انفسهم فاذا سمعوا افكار الخلق على ترددهم ورأوا مهابه الأكابر عندهم امنوا بعد ذلك رسما لا حقيقة فلما لم يصلوا الى شئ من مقامات القوم وكراماتهم ارتدوا وصاروا منكرين على القوم وعلى مقاماتهم وزاد انكارهم على الانكار حين رجعوا الى اللذات والشهوات واختاروا الدنيا على الآخرة ويقولون عند الخلق ان هؤلاء ليسوا على الخلق ويطعنونهم يقعون فى تمزيقهم وغيبتهم حتى يضيق صدور القوم عليهم وان الله سبحانه ينتقم منهم بان يشغلهم بجمع المال والرياسة ولا يرشدهم بعد ذلك الى سبيل الرشاد ويبقى على وجوههم سمات الخسران ويحترقون غدا عندهم فى وسط النيران وهذا وصف اهل زماننا من المنكرين الذين كانوا عهدهم بالارادة الايمان بنا وبأحولنا قال الاستاد ان الذين تبدلت بهم الاحوال فقالوا وسقطوا ثم تنعشوا ثم عثروا ثم ختم بالسوء احوالهم اولئك الذين قصمتهم سطوات العزة حكماً وأدركتهم شقاوة القسمة خاتمة وحالا فالحق تعالى لا يهديهم لقصد ولا يدلهم على رشد.