قوله: { وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلاً } أي: أتدعون ربّاً غير الله. وتفسير الحسن: كان اسم صنمهم بعلاً { وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ ءَابَآئِكُمُ الأَوَّلِينَ } وهي تقرأ بالنصب والرفع. فمن قرأها بالنصب فهو يقول: { وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الخَالِقِينَ اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ ءَابَآئِكُمُ الأَوَّلِينَ } [فلا تعبدونه]؛ ومن قرأها بالرفع فهو كلام مستقبل؛ يقول: { اللهُ ربُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ الأَوَّلِينَ }. قال: { فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } أي: في النار { إِلاَّ عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ } استثنى من آمن منهم. قال: { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الأَخِرِينَ } أي: وأبقينا عليه، أي: على إلياس، الثناء الحسن في الآخرين. قال: { سَلاَمٌ عَلَى ءَالْ يَاسِينَ } قال الحسن: يعنيه ومن آمن من أمته. فمن قرأها بهذا فهو يريد هذا الذي فسَّرنا، [ومن قرأها موصولة (إِلْيَاسِينَ) يقول: هو اسمه إلياسين وإلياس] { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِينَ }. { وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ المُرْسَلِينَ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ } أي: غبَرت، أي: بقيت في عذاب الله { ثُمَّ دَمَّرْنَا الأَخَرِينَ } وقد فسَّرنا كيف كان هلاكهم في غير هذا الموضع. قال: { وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم } أي: على منازلهم { مُّصْبِحِينَ } أي: نهاراً { وَبِالَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } يقوله للمشركين، يحذره أن ينزل بهم ما نزل بهم.