الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }

قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ } يعني الجدوب. وهذا معروف في اللغة يقال: أصابتهم سَنَة، أي جَدب. وتقديره جَدْبُ سنة. وفي الحديث: " اللَّهُمَّ ٱجعلها عليهم سِنين كسِني يوسفَ " ومن العرب من يُعرب النون في السنين وأنشد الفراء:
أرَى مَرّ السنينِ أخَذْنَ مِنّي   كما أخَذَ السِّرار من الهلال
قال النحاس: وأنشد سيبويه هذا البيت بفتح النون ولكن أنشد في هذا مالا يجوز غيره، وهو قوله:
وقد جَـاوَزْتُ رأسَ الأربعيـنِ   
وحكى الفراء عن بني عامر أنهم يقولون: أقمتُ عنده سِنِيناً يا هذا مصروفاً. قال: وبنو تميم لا يصرفون ويقولون: مضت له سنينُ يا هذا. وسنينُ جمع سنة، والسنة هنا بمعنى الجدب لا بمعنى الحَوْل. ومنه أسْنَتَ القوم أي أجدبوا. قال عبد الله بن الزِّبَعْرى:
عَمْرُو العُلاَ هَشَمَ الثَّرِيد لقومه   ورجالُ مكةَ مُسنِتُون عِجافُ
{ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } أي ليتعظوا وترِق قلوبهم.