قوله: { وَمَا يَسْتَوِي البَحْرَانِ هذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ } أي: حلو { سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } أي: مالح مر. { وَمِن كُلٍّ } أي: من العذب والمالح { تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً } يعني الحيتان { وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } يعني اللؤلؤ { وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ } أي: مقبلة ومدبرة بريح واحدة { لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ } يعني طلب التجارة في البحر { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي: ولكي تشكروا هذه النعم.
قوله تعالى: { يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ } وهو أخذ كل واحد منهما من صاحبه { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمّىً } لا يعدوه. { ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ } يقوله للمشركين، يعني أوثانهم. { مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ } وهي القشرة، السحاءة، البيضاء التي تكون على النواة.
{ إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ } أي: بعبادتكم إياهم { وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }. وهو الله.
قال: { يَآأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الغَنِيُّ الْحَمِيدُ } أي: المستحمد إلى خلقه، استوجب عليهم أن يحمدوه. { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } أي: يهلككم بعذاب الاستئصال { وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } هو أطوع له منكم. كقوله:{ إِنَّا لَقَادِرُونَ عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ } [المعارج: 40-41]. قال: { وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ } أي: أن يفعل ذلك بكم.
قوله: { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } أي: لا يحمل أحد ذنب أحد. { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ } أي: من الذنوب { إِلَى حِمْلِهَا } ليحمل عنها { لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } أي: لا يحمل القريب عن قريبه شيئاً من ذنوبه { إِنَّمَا تُنذِرُ } أي: إنما يقبل نِذارتك { الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ } أي: في السّر حيث لا يطّلع عليهم أحد { وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ } أي: المفروضة { وَمَن تَزَكَّى } اي: عمل صالحاً { فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ } أي: يجد ثوابه، { وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ } أي: المرجع.