حكى الله تعالى عن الكفار انهم قالوا لرسلهم { لنخرجنكم من أرضنا } وبلادنا إِلا ان تدخلو في أدياننا، ومذاهبنا، فحينئذ اوحى الله تعالى الى رسله إِنا نهلك هؤلاء الظالمين الكافرين، ونسكنكم الارض بعدهم ذلك جزاء { لمن خاف مقامي } اي حيث يقيمه الله بين يديه، وأضافه الى نفسه، كما قال{ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } اي رزقي اياكم قال الفراء: والعرب تضيف افعالها الى انفسها والى ما وقعت عليه، يقولون سررت برؤيتك، وسررت برؤيتي إِياك، وندمت على ضربك وضربي اياك، وخاف وعيدي وعقابي، وانما قالوا { أو لتعودن في ملتنا } وهم لم يكونوا على ملتهم قط لامرين: احدهما - انهم توهموا - ذلك على غير حقيقة - انهم كانوا على ملتهم. الثاني - انهم ظنوا بالنشوء انهم كانوا عليها دون الحقيقة. واللام في قوله { ولنخرجنكم } لام القسم والتي في قوله { أو لتعودن } ايضاً مثل ذلك إِلا ان فيه معنى الجزاء، لان التقدير لنخرجنكم من ارضنا إِلا ان تعودوا أو حتى ان تعودوا، وهو مثل قول القائل: والله لا أكلمك او تدعوني. والمعنى إِلا أن، او حتى تدعوني.