قوله جل ذكره: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ }. { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ } من مالِه، { وَٱتَّقَىٰ } مخالفةَ ربِّه.. ويقال: { أَعْطَىٰ } الإنصافَ من نَفْسِه، { وَٱتَّقَىٰ } طَلَبَ الإنصافِ لنفسِه... ويقال: " اتقى " مساخِطَ الله. { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ }: بالجنة، أو بالكَرَّةِ الآخرة، وبالمغفرةِ لأهل الكبائر، وبالشفاعة من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالخَلَفِ من قِبَل الله... فسَنُيَسِّرهُ لليُسْرَى: أي نُسَهِّلُ عليه الطاعاتِ، ونُكَرِّهُ إليه المخالفاتِ، ونُشَهِّي إليه القُرَبَ، ونُحبِّبُ إليه الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان. ويقال: الإقامة على طاعته والعود إلى ما عمله من عبادته. { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ }. أما من مَنَعَ الواجبَ، واستغنى في اعتقاده، وكَذَّب بالحسنى: أي بما ذَكَرْنا، فسينسره للعسرى؛ فيقع في المعصية ولم يُدَبِّرْها، ونوقف له أسبابَ المخالفة. ويقال: " أعطى " أعْرَضَ عن الدارين، " واتَّقى " أن يجعل لهما في نفسه مقداراً. قوله جل ذكره: { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ }. يعني: إذا مات.. فما الذين يغني عنه ماله بعد موته؟ قوله جل ذكره: { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ }. لأوليائنا، الذين أرشدناهم. ويقال: { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ } بنصيب الدلائل. { وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ }. مُلْكاً، نعطيه من نشاء. { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ }. أي: تتلظَّى. { لاَ يَصْلاَهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى }. أي: لا يُعَذَّبُ بها إلاَّ الأشقى، وهو: { ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ }. يعني: كَفَرَ. { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ }. يُعْطى الزكاة المفروضة. ويقال يَتَطهَّر من الذنوب. ونزلت الآية في أبي بكر رضي الله عنه، والآية عامة.