وقولهم: { وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ } إلى آخرِ قولهم: { وَمِنَّا ٱلْقَـٰسِطُونَ } هُوَ من قولِ الجِنّ، وقولهم: { وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ } أي: غَيْرُ صالحين، * ص *: { دُونَ ذَلِكَ } قِيل: بمعنى غَيْرُ ذلك، وقيلَ: دُونَ ذلكَ في الصلاحِ، فـــ«دون» في موضِع الصِّفَةِ لمحذوفٍ، أي: ومنَّا قومٌ دونَ ذلك، انتهى، والطرائقُ: السِّيَرُ المختلفَة، والقِدَدُ كذلكَ هي الأشْياء المختلفة كأنه قَدْ قُدَّ بعضُها من بعضٍ وفُصِلَ، قال ابن عباس وغيره: { طَرَائِقَ قِدَداً } أهواء مختلفةً. وقولهم: { وَأَنَّا ظَنَنَّا } أي: تَيَقَّنَّا، فالظِّنّ هنا بمعنى الْعِلْمِ { أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِى ٱلأَرْضِ... } الآية، وهذا إخبارٌ منهم عَنْ حَالِهِمْ بَعْدِ إيمانِهم بما سمعوا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، و { ٱلْهُدَىٰ } يريدونَ به القرآنَ، والبَخْسُ النَّقْصُ، والرَّهَقُ تَحْمِيلُ مَا لاَ يطاقُ، وما يَثْقُل، قال ابن عباس: البَخْسُ نَقْصُ الحسناتِ، والرَّهَقُ الزيادةُ في السيئات. وقوله تعالى: { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } الوجْهُ فيه أنْ يكونَ مخاطَبَةً من اللَّه تعالى لنبيه محمد ـــ عليه السلام ـــ ويُؤيِّدُه ما بَعْدَه من الآياتِ، و { تَحَرَّوْاْ } معناه: طَلَبُوا باجتهادهم.