وقوله تعالى: { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ } قال ابن عباس: كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره جبريل، فقال بعضهم لبعض: أسروا قولكم كي لا يسمع إله محمد، فأنزل الله هذه الآية. { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } [أي]: ألا يعلم ما في الصدور مَنْ خَلَقَها، و " من خلق " في محل الرفع بإسناد الفعل إليه. ويجوز أن يكون منصوباً، على معنى: ألا يعلم مخلوقه. والأول أظهر. { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } فهو يعلم ما ظهر وبطن من خلقه. قوله تعالى: { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً } مذلّلة سهلة، ولم يجعلها وعرةً تمنعُكُم بحُزُونَتِها عن كثير من مصالحكم. { فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا } قال ابن عباس وقتادة: أي: جبالها. واختاره الزجاج، قال: لأن المعنى: سَهَّلَ لكم السلوك فيها، فإذا أمكنكم السلوك في جبالها فهو أبلغ. وقال مقاتل: في جوانبها. وإليه ذهب الفراء وأبو عبيدة، وهو اختيار ابن قتيبة قال: ومنكبا الرجل: [جانباه]. قوله تعالى: { وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ } المعنى: وإليه تبعثون من قبوركم فيسألكم عن شكر نعمه ورزقه إياكم.