الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ }

قوله: { نَزْلَةً أُخْرَىٰ }: فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أنها منصوبةٌ على الظرفِ. قال الزمخشري: " نَصْبَ الظرفِ الذي هو مَرَّة؛ لأنَّ الفَعْلَةَ اسمٌ للمَرَّة من الفعلِ فكانَتْ في حُكْمها " قلت: وهذا ليس مذهبَ البصريين، وإنما هو مذهبُ الفرَّاء، نقله عنه مكي. الثاني: أنها منصوبةٌ نَصْبَ المصدرِ الواقعِ موقعَ الحالِ. قال مكي: " أي: رآه نازلاً نَزْلة أخرى " ، وإليه ذهب الحوفيُّ وابنُ عطية. والثالث: أنه منصوبٌ على المصدرِ المؤكِّد، فقدَّره أبو البقاء: " مرةً أخرى أو رُؤْيةٌ أخرى ". قلت: وفي تأويلِ " نَزْلَةً " برؤية نظرٌ. و " أخرى " تَدُلُّ على سَبْقِ رؤيةٍ قبلها.