{ قَالُوا: إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } فآمنوا. { وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ ءَامَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا } وهو كقوله في أصحاب الأخدود{ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللهِ العَزِيزِ الحَمِيدِ } [البروج:8] { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ }. قال بعضهم: كانوا أول النهار سحرة وآخره شهداء. قوله: { وَقالَ المَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ } أي أرض مصر فيخرجوا منها بني إسرائيل. وقال بعضهم: ليقتلوا أبناء أهل مصر، كقول فرعون:{ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ } [غافر:26]. أي يقتل أبناءكم كما قتلتم أبناءهم، وإنما عيشكم من بني إسرائيل. قال: { وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَ } أي فلا يعبد ما تعبد. قال الحسن: وكان فرعون يعبد الأوثان. وكان بعضهم يقرأها: ويذرك وإلاهتك. أي: وعبادتك. ومن قرأها بهذا المقرأ قال: ألا تراه يقول:{ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى } [النازعات:24]. قوله: { قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } أي فلا نقتلهن { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } أي: إنا قاهرون لهم. { قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } وكان الله قد أعلم موسى أنه مهلك فرعون وقومه وأن الله سيورث بني إسرائيل الأرض من بعدهم وقال في آية أخرى:{ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } [الشعراء: 59]. قوله: { وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } العاقبة هي الجنة، وهي للمتقين ليست لمن سواهم.