{ وَإِذَا جَآءَتْهُمْ آيَةٌ } أي الوليد بن المغيرة وعبد ياليل وأبا مسعود الثقفي آية من السماء تخبرهم بصنيعهم { قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ } يعني بالآية { حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ } نعطى الكتاب { مِثْلَ مَآ أُوتِيَ } أعطي { رُسُلُ ٱللَّهِ } يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم { ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } إلى من يرسل جبريل بالرسالة { سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ } أشركوا يعني وليداً وأصحابه { صَغَارٌ } ذل وهوان { عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ } عن الله مقدم ومؤخر { بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ } يكذبون الرسل { فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ } يرشده لدينه { يَشْرَحْ صَدْرَهُ } قلبه { لِلإِسْلاَمِ } لقبول الإسلام حتى يسلم { وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ } يتركه ضالاً كافراً { يَجْعَلْ صَدْرَهُ } يترك قلبه { ضَيِّقاً } كضيق الزج في الرمح { حَرَجاً } شكّاً وإن قرأت حرجاً يقول لا يجد النور في قلبه منفذاً ولا مجازاً { كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِ } كالمكلف الصعود إلى السماء هكذا قلبه لا يهتدي إلى الإسلام { كَذٰلِكَ } هكذا { يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ } يترك الله التكذيب { عَلَى ٱلَّذِينَ } في قلوب الذين { لاَ يُؤْمِنُونَ } بمحمد والقرآن عليه الصلاة والسلام ثم يعذبهم إن لم يؤمنوا { وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ } صنيع ربك { مُسْتَقِيماً } عدلاً ويقال وهذا يعني الإسلام صراط ربك دين ربك مستقيماً قائماً يرتضيه وهو الإسلام { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ } بينا القرآن بالأمر والنهي والإهانة والكرامة { لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } يتعظون فيؤمنون ويقال نزل { فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ } الآية في النبي صلى الله عليه وسلم وأبي جهل ويقال نزلت في عمار وأبي جهل { لَهُمْ } للمؤمنين { دَارُ ٱلسَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ } السلام هو الله والجنة داره { وَهُوَ وَلِيُّهُمْ } بالثواب والكرامة { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ويقولون في الدنيا من الخيرات { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } الجن والإنس فنقول { يَامَعْشَرَ ٱلْجِنِّ قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ مِّنَ ٱلإِنْسِ } من ضلالات الإنس أي أضللتم كثيراً من الإنس بالتعوذ { وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم } أولياء الجن { مِّنَ ٱلإِنْسِ } الذين كانوا يتعوذون برؤساء الجن إذا نزلوا وادياً واصطادوا من دوابهم صيداً كانوا يقولون نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه فيأمنون بذلك { رَبَّنَا } يا ربنا { ٱسْتَمْتَعَ } انتفع { بَعْضُنَا بِبَعْضٍ } وكان منفعة الإنس الأمن منهم ومنفعة الجن الشرف والعظمة على قومهم { وَبَلَغْنَآ } أدركنا { أَجَلَنَا ٱلَّذِيۤ أَجَّلْتَ لَنَا } وقت لنا يعني الموت { قَالَ } الله لهم { ٱلنَّارُ مَثْوَاكُمْ } منزلكم يا معشر الجن و الإنس { خَالِدِينَ فِيهَآ } مقيمين في النار { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } وقد شاء الله لهم الخلود { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ } حكم عليهم بالخلود { عَليمٌ } بهم وبعقوبتهم.