{ يعدهم } طول العمر في الدُّنيا { ويمنيهم } نيل المراد منها { وما يعدهم الشيطان إلاَّ غروراً } أَيْ: إلاَّ ما يغرُّهم من إيهام النَّفع فيما فيه الضِّرر. { أولئك } أَي: الذين اتَّخذوا الشَّيطان وليَّاً { مأواهم } مرجعهم ومصيرهم { جهنم ولا يجدون عنها محيصاً } معدلاً. { والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار... } الآية. { ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب } نزلت في كفَّار قريش واليهود. قالت قريش: لا نُبعث ولا نُحاسب، وقالت اليهود:{ لن تمسَّنَا النَّارُ إلاَّ إيَّاماً معدودةً } فنزلت هذه الآية. أَيْ: ليس الأمر بأمانيِّ اليهود والكفَّار { مَنْ يعمل سوءاً } كفراً وشركاً { يُجزَ به ولا يجد له من دون الله ولياً } يمنعه { ولا نصيراً } ينصره، ثمَّ بيَّن فضيلة المؤمنين على غيرهم بقوله: { ومن يعمل من الصالحات... } الآية. وبقوله: { ومَنْ أحسن ديناً ممَّن أسلم وجهه } أَيْ: توجَّه بعبادته إلى الله خاضعاً له { وهو محسنٌ } مُوَحِّدٌ { واتَّبع ملَّة إبراهيم حنيفاً } ملَّةُ إبراهيم داخلةٌ في ملَّة محمد عليهما السَّلام، فمَنْ أقرَّ بملَّة محمَّدٍ فقد اتَّبع ملَّة إبراهيم عليه السَّلام { واتخذ الله إبراهيم خليلاً } صفيَّاً بالرِّسالة والنُّبوَّة، مُحبَّاً له خالص الحبِّ.